بينما تتركّز الكاميرات على تسديداتهم وضرباتهم، تبقى الأبعاد النفسية والشخصية للاعبي التنس خارج دائرة الضوء. ما لا نراه هو الأهم أحيانًا: كيف يعيشون خارج الملعب؟ من هم حقًا؟ وما الذي تكشفه شخصياتهم عن علاقتهم باللعبة؟
في هذا المقال، نصنّف لاعبي التنس من منظور غير تقني: صورة “خارج الملعب”.
🧍♂️ 1. الراهب الهادئ – الحياة كنسك رياضي
أمثلة: رافاييل نادال

نادال يعيش كما يلعب: بصمت، تركيز، والتزام حديدي. لا فضائح، لا تصريحات نارية، لا حياة سهر. يعيش في مسقط رأسه مايوركا، قريبًا من عائلته وأصدقائه، وكأنه لم يصبح نجمًا عالميًا.
مفتاح شخصيته: التواضع، الانضباط، الجذرية في احترام الذات والمهنة.
تأثيره على الملعب؟ حضور راسخ، لا يتأثر بسهولة، يفرض احترامًا داخليًا.
😎 2. الوحش الاجتماعي – النجم المُحتفى به
أمثلة: كارلوس ألكاراز، نيك كيريوس

هؤلاء اللاعبون يحبون الضوء. ألكاراز دائم التفاعل، يُظهر حس الفكاهة، ويبدو مرتاحًا مع الكاميرات. أما كيريوس، فهو يعيش على الحافة: حضور ساحر، لكن مزاجي وخارج السيطرة أحيانًا.
مفتاح الشخصية: حب الظهور، الكاريزما، أحيانًا اضطراب داخلي.
على الملعب؟ قد يشتعل بسرعة… وقد ينطفئ فجأة.
🧠 3. الاحترافي الصامت – الذكاء البارد
أمثلة: دانييل ميدفيديف، هوبير هوركاتش

لا يسعون إلى الظهور، لكن خلف هدوئهم عقل يحلّل كل شيء. ميدفيديف مثلًا، يمزج بين سخرية ذكية، ولا مبالاة ظاهرة، وتحليل مدهش للخصم.
مفتاح الشخصية: السخرية، الهدوء الاستفزازي، الحضور العاطفي المنخفض.
على الملعب؟ يُفكّك اللعبة، يُربك الخصم، لكنه أحيانًا ينهار دون مقدمات.
🎭 4. المثالي الزائف – الصورة اللامعة… والظل الداكن
أمثلة: ألكسندر زفيريف

يُقدّم نفسه كلاعب نظيف، متواضع، لكن خلف ذلك اتهامات بالعنف، علاقات مشوشة، وتناقضات. الإعلام يساعد أحيانًا في تلميع هذه الصورة، لكن الجمهور الواعي لا ينسى.
مفتاح الشخصية: إدارة الصورة، الإنكار، الازدواجية.
على الملعب؟ موهوب بلا شك، لكنه لا يُلهم الثقة… وربما هذا يكلفه الجراند سلام.
🧠👑 5. العبقري المتعالي – فوق اللعبة… وأحيانًا فوق البشر
أمثلة: نوفاك ديوكوفيتش، ستان فافرينكا

ديكوفيتش يوازن بين التواضع والكبرياء، لكنه حين يُهاجَم… يرد بقوة. هو لا يرى نفسه مجرد لاعب، بل صاحب رسالة. أما فافرينكا، فصمته وتعاليه أحيانًا يعطيان إحساسًا بكونه غير مهتم… لكنه عبقري حين يقرر اللعب.
مفتاح الشخصية: الوعي الذاتي العالي، الحساسية من النقد، الكبرياء.
على الملعب؟ قاتل هادئ… لا يرحم.
📌 خلاصة:
ليست كل الشخصيات من نوع واحد. وقد يغيّر اللاعب سلوكه مع الوقت. لكن فهم هذا البعد “الخارج-ملعبي” يُساعدنا على إدراك بعض تصرفاتهم، انتصاراتهم، وسقوطهم.
الملعب لا يُظهر كل شيء.
أحيانًا، من خلف الستار… تُحسم المباريات.