في التنس، لا تحتاج أن تسمع ما يفكر فيه اللاعب… يكفي أن تراقب كتفيه.
لغة الجسد في الملاعب ليست مجرد انعكاس لحالة نفسية، بل سلاح تكتيكي، قد يربح نقطة أو يُضيّع مباراة.
ما الذي نراه ولا ننتبه له؟
- كتف منخفض = تعب، خيبة، أو فقدان الثقة
- نظرات قصيرة إلى الأرض = شك أو انهيار داخلي
- التململ عند الوقوف = قلق أو فقدان السيطرة
- قبض المضرب بشدة = رغبة في الهجوم أو تصعيد داخلي
- المشي بثقة وظهر مستقيم = سيطرة ذهنية وتحدٍ
مقارنة: نادال – دجوكوفيتش – الكاراز
💪 نادال:

- خطواته ثابتة، نظراته محددة، لا يرفع رأسه كثيرًا
- يحافظ على طقوس جسدية متكررة (ترتيب القارورة، شدّ الشورت)
- جسده يقول: “أنا في معركة، لا مجال للتشويش”
🏃♂️ دجوكوفيتش:

- يستخدم جسده كأداة تحكم: يبطئ، يسرّع، ينظر للمدرج، يُغلق على نفسه ثم ينفجر
- أكتافه تبقى مرفوعة حتى في اللحظات الحرجة، وكأنه يقول: “أنا هنا عقليًا قبل أن أكون بدنيًا”
✨ الكاراز:

- أكثر انفتاحًا في تعابير جسده، يبتسم، يتفاعل، يصرخ
- لغة جسده مرنة لكنها صادقة جدًا
- يمكن قراءته أحيانًا بسهولة، لكنه يتحول فجأة إلى طاقة هجومية ساحقة
لحظات فقدت فيها الأجساد السيطرة
- فيدرير في نهائي أستراليا 2009 أمام نادال: انهار بالبكاء… الكتفين انخفضتا قبل الدموع
- زفيريف في أولمبياد طوكيو: بعد كل نقطة أمام دجوكوفيتش، كان يعود إلى مكانه بخطوات متوترة وظهر مائل
- نوفاك نفسه، في أولمبياد 2021، حين حطّم المضرب وانهار تركيزه بالكامل… الجسد فضحه قبل أن يتكلم
🌀 التأثير على الخصم
حين يرى اللاعب خصمه منكسر الأكتاف، بطيء المشي، متردّد النظرات… يتولد لديه شعور فطري بالهيمنة.
“لغة الجسد ليست فقط انعكاسًا لحالتك، بل مرآة لخصمك”.
التنس لعبة مرايا… من يثبت أكثر، يفرض صورته على من أمامه.
كيف يمكن للاعب التحكم بلغة جسده؟
- الحفاظ على نفس الرتم الحركي بين النقاط
- رفع الكتفين والتنفس العميق عند العودة للموقع
- عدم الإفراط في التفاعل مع الأخطاء
- تعلّم إخفاء الضعف الحركي ولو مؤقتًا
🔸 في الختام:
في عالم التنس، اللاعب لا يتكلم فقط بمضربه… بل بظهره، بكتفيه، بطريقة مشيه بعد الخطأ.
عندما ترى لاعبًا يسير بثقة، لا تسأل عن النتيجة… اسأل: هل أقنع جسده خصمه بأنه لا يُهزم؟
مرحبًا بك في الساحة الداخلية من المباراة. مرحبًا بك في The Inner Court.