🎾 المقدمة:
اللاعب الذي تراه اليوم على أرض رولان غاروس ليس فقط خصمًا عنيدًا.
هو أيضًا إنسان استيقظ باكرًا ليحجز غرفة لمدربه، قاد فريقه داخل مدينة مزدحمة، وانتظر دوره في التدليك رغم آلام مزمنة.
في بطولات التنس الكبرى، لا تبدأ المعركة عند أول إرسال… بل قبل ذلك بكثير.
1. لوجستيك اللعبة: من يدفع الثمن؟
خلافًا لما قد يظنه كثيرون، لا تُغطي البطولات كل نفقات اللاعب.
في بطولات Grand Slam، نعم:
- الفندق الرئيسي مغطى
- التنقل من وإلى الملعب متوفر
- الطعام في صالة اللاعبين مجاني
لكن كل شيء خارج هذا — كالفنادق البديلة، الطيران، الطاقم الموسع، المعدات الاحتياطية، التأمين الطبي — يُدفع من جيب اللاعب.
والأمر يزداد صعوبة إن كان المصنّف خارج الـTop 50، أو لا يملك عقد رعاية قوي.
بحسب دراسة من الاتحاد الدولي للتنس (ITF)، اللاعب المحترف يحتاج ما بين 150,000 إلى 200,000 دولار سنويًا لتغطية تكاليف موسمه الرياضي. وهذا دون حساب خسائر التراجع في الترتيب أو الإقصاء المبكر من البطولات.
2. الروتين الخفي: حياة في الظل
حياة لاعب التنس، رغم الأضواء، هي حياة متنقلة، مجهدة، وفي كثير من الأحيان… وحيدة.
لا حافلات فارهة ولا طائرات خاصة ولا استقرار في مدينة واحدة.
بل:
- نوم متقطع في طائرة
- وجبات خفيفة بين الحصص التدريبية
- غسيل ملابس رياضية يدويًا في غرف الفنادق
- دوامة من jet lag، وضغط نفسي، وتنقل دائم بين المناطق الزمنية
لاعب في الـATP يُسافر غالبًا بين 25 و35 أسبوعًا في السنة.
ذلك يعني: مطارات، فنادق، غرف مساج مؤقتة، وجدران لا يتذكر لونها في اليوم التالي.
3. العبء النفسي: وحدك في المدرج
الهزيمة في التنس لا تعني فقط خسارة مباراة…
أحيانًا تعني:
- خصم جديد على الفيزا
- تأخر في دفع أجور الفريق
- فقدان مركز في الترتيب
- شك داخلي يتسلل مع كل نقطة ضائعة
حتى في الانتصارات، هناك ضغط مستمر.
عندما يفوز اللاعب، يُسأل: “هل تستطيع الفوز بالبطولة؟”
وعندما يخسر: “هل انتهى مستواه؟”
“أن تكون في قمة التصنيف لا يعني أن تكون في قمة الأمان النفسي.” – مقولة منتشرة بين اللاعبين
4. لماذا هذا مهم؟
لأن كل ما سبق يؤثر مباشرة على ما نراه داخل المباراة:
- لاعب يبدأ مترددًا؟ ربما لم ينم جيدًا
- ضربات غير منضبطة؟ ربما يمر بأزمة عائلية
- انسحاب مفاجئ؟ ربما لا علاقة له بالإصابة، بل بكل ما لا يُقال
الخاتمة:
نحن في The Inner Court لا نكتب عن التنس من الخارج، بل نحاول الاقتراب من الداخل:
من تلك المنطقة التي لا تراها الكاميرات، ولا تدخلها الأرقام.
هذا المقال ليس عن الشِباك والطين والضربات،
بل عن الهشاشة التي نحملها معنا إلى الملعب… حتى عندما نبدو أقوياء.