في كل مرة تبدأ مباراة، ينشغل المعلقون بالأرقام، تُحدّق الكاميرات في المضرب والكرة، ويفتح الجمهور عيونه على النتيجة.
لكن ثمة شيء لا تلتقطه العدسات، ولا تدوّنه لوحات النتائج. شيء يحدث ما بين النقاط، ما بين الضربات، بل أعمق من ذلك: ما بين الداخل والداخل.
في “The Inner Court”، لا نلاحق الأخبار، ولا نسبق في تحليل الأرقام.
نحن نكتب من موقعٍ آخر: من الملعب الداخلي للاعب، حيث تجري معارك لا يراها أحد.
من هناك، من حيث يرتجف الإصبع قبل الإرسال، من حيث يتردّد القرار في قلب اللاعب، من حيث يُستعاد الأمل بعد شوطٍ خاسر.
🎾 التحليل الإخباري يصف، أما التحليل الوجداني فينصت
في عالم الصحافة الرياضية، يَحدث التنس في مجموعات وأشواط ونقاط.
لكننا نعلم، أنت وأنا، أن المعركة الحقيقية لا تُلعب هناك.
أن وراء ضربة الإرسال، هناك لحظة شك.
ووراء كل فورهاند قوية، هناك قصة خوف قديم تم تجاوزه.
التحليل الوجداني لا يسأل فقط: كيف فاز؟
بل يسأل: كيف استعاد روحه؟ ولماذا لم ينهار؟
🎭 اللاعب ليس آلة نقاط، بل كائن إنساني معقّد

حين ننظر إلى نوفاك، لا نراه فقط من خلال سجله البطولي،
بل نراه في انحناءة كتفه حين يشعر بالذنب،
في لحظة تأمله بين نقطة وأخرى،
في مقاومته للداخل قبل أن يواجه الخصم في الخارج.
في “The Inner Court”، نكتب عن اللاعب كإنسان.
لا كآلة تحصد البطولات، بل ككائن يحمل تاريخًا، وشكوكًا، وإرادة.
كإنسانٍ قد يخسر لأنه خائف، وقد يفوز لأنه سامح نفسه أخيرًا.
🖋️ لماذا نكتب؟ وما الذي نبحث عنه؟

نكتب لأن التنس، كما نراه، مرآة داخلية.
كل نقطة تُلعب، هي حوار مع الذات.
كل شوط يُربَح أو يُخسَر، هو فصل من رواية داخلية لم تُكتَب بعد.
نكتب لأننا نؤمن أن الرياضة ليست فقط ساحة قوة، بل ساحة تأمل.
نبحث عن الصمت الذي يسبق الإرسال، وعن النظرة التي تُخفي ألف شعور،
وعن تلك اللحظة التي يتجاوز فيها الإنسان نفسه.
📚 إلى ماذا نمهّد؟

نحن نمهّد لرحلة.
رحلة في المساحات الهادئة من اللعبة.
سنكتب عن الذهن، عن الصبر، عن الهزيمة الكريمة، عن الغضب، عن العودة بعد السقوط.
سنرافق اللاعبين في ملاعبهم الداخلية،
وسنحاول أن نصغي لا لما يقولونه، بل لما يصمتون عنه.
مرحبًا بك في “The Inner Court”.
في المساحة التي لا تُقاس بالنقاط،
بل تُقاس بما يحدث بين النقطة والنقطة،
وبين الإنسان ونفسه.